أشرقت شمس العام الدراسي الجديد على مدرستنا وعادت الحياة إلى الفصول من جديد بعد إجازة من الله بها علينا لنجدد العهد مع ينابيع العلم النافعة وننهل جميعا من هذا الخير الذي تدفقت طيباته علينا ولله الحمد ، ولولا أن الله عز وجل قد أنعم علينا بوطن آمن ترفرف بين جنباته أعلام الخير ويقوده من هو حريص على نفع الوطن والمواطنين من أهل الحنكة والرشاد لما عدنا إلى صرحنا الطيب لنتعلم ونبني أنفسنا وأمتنا ، فكم من شعوب حولنا عاد إليهم العام الدراسي الجديد وقد أنهكهم الجوع وتناوشتهم الحروب قال الله تعالى (أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ).
فما أحوجنا اليوم لاستشعار نعمة الأمن في هذا الوطن الطيب حيث ولدنا ونشأنا وتشربت أرواحنا وأجسادنا من خيراته فامتزج ترابه وهواءه بنفوسنا فبتنا نألف طبيعته ونعشق سهوله وجباله ولم يعد للقلب سكنا في مكان إلا في هذا الوطن.
وكيف لا نحب وطننا الغالي وقد تعلمنا من نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم الدرس الأول في حب الوطن حين نظر إلى مكة وهو يخرج منها بعين الحنين ويخاطبها كما يخاطب السامع العاقل بكل محبة وتقدير وهو يقول (" والله يا مكة لأنت أحب البلاد إلى الله ، وأحب البلاد إلى قلبي ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت " .)
وهذا الانتماء للوطن ومحبته والسعي للزود عنه والاطمئنان فيه لهو فطرة جبلت النفوس عليها فجاء الإسلام معززا لهذا الانتماء فالإحسان إلى البيئة والطبيعة والبشر والحيوانات هي ركيزة يقوم عليها الدين حيث لا ضرر ولا ضرار ولا اعتداء على الإنسان أو الحيوان وسلام تام يدعونا لنشر السلام في كل مكان.
ومن هنا تنطلق دعوتنا لكم لنشر هذا الحب والانتماء للوطن والإحسان إليه في يوم الوطن ولنستشعر أن حب الوطن من الإيمان ونقف لنتذكر نعمة الانتماء والأمان والرخاء الذي نرفل فيه بفضل الله تعالى في مملكتنا الحبيبة.ثم أتم دعوتي لكم جميعا للمشاركة في التعبير عن هذا الحب والانتماء من خلال سلوكيات راقية واحتفالية جميلة تبعث مشاعر السعادة والمودة داخل جدران المدرسة لتنعكس على بيوتنا جميعا وعلى مجتمعنا ووطنا في منظومة متناغمة من التآلف والتآخي تكون فيه المعلمة قدوة موجهة لطالباتها محفزة لهن على إظهار محبة الوطن والانتماء له بكلمات وأناشيد ومشاعر وفعاليات مبهجة وراقية بعيدة عن التطرف والإسراف مترفعة عن الهرج والبهرجة، فترسخ في النفوس معاني عظيمة وسامية لكلمة الوطن حيث الحياة والمستقبل المشرق وحيث الأمان والتقدم والازدهار للمواطن الذي يبني وطنه من خلال بناء ذاته ونفسه والعمل على أن يحقق لأمته ووطنه مركزا مشرفا بين الأمم ، فكم من طالب وطالبة عاش وتربى وتعلم ونهل من خير وطنه حتى ارتقى وشرف بتمثيل وطنه في المحافل الدولية فشعر بالفخر والاعتزاز لأنه رد جزءا بسيطا من حق وطنه عليه
لنعمل بجد واجتهاد من بداية العام الدراسي ونحقق لوطننا الغالي المكانة التي يستحقها بإذن الله تعالى ، فهذا من شكر النعم الواجب علينا.لأن الانتماء للدين لابد أن ينتج عنه انتماء للوطن ومن هنا أحث أخواتي المعلمات على انتهاج الخطوات التالية بالإضافة للملامح السابقة حتى نعزز في من حولنا وفي طالباتنا بالأخص هذا الانتماء:-
1 - توعية الطالبة وحثها على استشعار فضل الانتماء للوطن بعد فضل الله تعالى وكم هو جميل هذا الشعور حيث نتذكر نعمة العلم في المدارس المجانية والعلاج في المستشفيات والتنزه في الحدائق وغيرها من مرافق الوطن فهل نرى كم لوطننا علينا من جمائل تستحق الرد !
2 - توعية الطالبات وتوجيههن للحفاظ على مرافق الوطن والاهتمام بمكتسباته التي هي حق للجميع وأن من حسن إسلام المرء احترام حقوق وممتلكات الدولة والآخرين.
3 - توعية الطالبات أن العلم والعمل الجاد المخلص والارتقاء في سلم المعارف هو واجب وطني على الجميع وهو من أسباب رفعة الأمة وتقدمها .
4 - توعية الطالبات أن محاربة الفساد والمخدرات وكل ما يمس الوطن في أمنه وأمانه هو من صميم الإيمان وحب الوطن والمواطنة الصالحة. وأن الدفاع عن الوطن بالقول الطيب الصادق والعمل الصالح واجب وشرف يثاب الإنسان عليه إن شاء الله.
5 - توعية الطالبة بدورها الإيجابي لتكون داعية لمن حولها للخير محفزة أهلها وصديقاتها على تفعيل المواطنة الصالحة حتى تكون يدا بناءة معطاءة محبة لوطنها وأمتها.وليست أداة سلبية تتلقى فقط بل عليها أن تثبت وتعمل على الفوز بلقب المؤمن القوي خير وأحب إلى الله.
6 - توعية الطالبة إلى أهمية نشر ثقافة احترام الآخر فمهما اختلفنا في الفكر والثقافة والاتجاهات لكننا جسدا واحدا في كيان واحد نحيا على أرض واحدة نحبها ونفديها بما نملك وهو نابع من أخلاقنا الحميدة التي أمرنا بها ديننا الحنيف.
أسأل الله تعالى أن يحفظ لنا مملكتنا الحبيبة ويديم علينا الأمن والأمان وأن يوفق ولاة أمرنا لما فيه الخير والصلاح وأن يحفظ علينا ديننا وعقيدتنا ويرد عنا كيد الأعداء ويجعل الدائرة عليهم إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
منسقة الاعلام بالثانوية العشرون / امل السالمي - فاطمة المالكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.